نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 760
ثم قال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت ، غدا أدخل إلى هذا الفاجر ، فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك ، وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني . قال أبو الصلت : فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس في محرابه ينتظر ، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون ، فقال له : أجب أمير المؤمنين ، فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه ، حتى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب ، وأطباق فاكهة بين يديه ، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه ، فلما أبصر بالرضا ( صلوات الله عليه ) وثب إليه وعانقه ، وقبل ما بين عينيه ، وأجلسه معه ، ثم ناوله العنقود وقال : يا بن رسول الله ، هل رأيت [1] عنبا أحسن من هذا . فقال له : الرضا ( عليه السلام ) : ربما كان عنبا حسنا يكون من الجنة . فقال له : كل منه . فقال له الرضا ( عليه السلام ) : أو تعفيني منه ؟ فقال : لا بد من ذلك ، ما يمنعك منه ، لعلك تتهمنا بشئ ؟ فتناول العنقود فأكل منه ، ثم ناوله فأكل منه الرضا ( عليه السلام ) ثلاث حبات ثم رمى به وقام ، فقال له المأمون : إلى أين ؟ قال : إلى حيث وجهتني . وخرج ( عليه السلام ) مغطى الرأس ، فلم أكلمه حتى دخل الدار ، فأمر أن يغلق الباب فأغلق ، ثم نام على فراشه ، فمكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا ، فبينا أنا كذلك إذ دخل علي شاب حسن الوجه قطط الشعر ، أشبه الناس بالرضا ( عليه السلام ) ، فبادرت إليه فقلت له : من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال لي : الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت ، هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق . فقلت له : ومن أنت ؟ فقال لي : أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت ، أنا محمد بن علي . ثم مضى نحو أبيه ( عليهم السلام ) ، فدخل وأمرني بالدخول معه ، فلما نظر إليه الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه وعانقه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ، ثم سحبه سحبا إلى فراشه [2] ، وأكب عليه محمد بن علي ( عليهما السلام ) يقبله ويساره بشئ لم