نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 539
وحسنت بعد ذلك حاله . فقال بعض المخالفين : ما أشد هذا التفاوت ! بينا علي بن الحسين ( عليه السلام ) لا يقدر أن يسد منه فاقة ، إذ أغناه هذا الغناء العظيم ، كيف يكون هذا ، وكيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم ؟ فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : هكذا قالت قريش للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : كيف بمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء من مكة ، ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوما ؟ وذلك حين هاجر منها . ثم قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه ، إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه ، وترك الاقتراح عليه ، والرضا بما يدبرهم به ، إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لما يساوهم فيه غيرهم ، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم ، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم [1] . وصلى الله على محمد وآله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل