نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 478
اشتدت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شر يوميه فمحروم ، ومن لم يبال بما زرى [1] من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له . يا شيخ ، إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل ، وإن الآخرة لها أهل ظلفت [2] أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا ، لا يتنافسون في الدنيا ، ولا يفرحون بغضارتها ، ولا يحزنون لبؤسها . يا شيخ ، من خاف البيات قل نومه ، ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد ! فاخزن لسانك وعد كلامك ، يقل كلامك إلا بخير . يا شيخ ، أرض للناس ما ترضى لنفسك ، وأت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك . ثم أقبل على أصحابه ، فقال : أيها الناس ، أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى ، فبين صريع يتلوى ، وبين عائد ومعود ، وآخر بنفسه يجود ، وآخر لا يرجى ، وآخر مسجى ، وطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي . فقال له زيد ين صوحان العبدي : يا أمير المؤمنين ، أي سلطان أغلب وأقوى ؟ قال : الهوى . قال : فأي ذل أذل ؟ قال : الحرص على الدنيا . قال : فأي فقر أشد ؟ قال : الكفر بعد الايمان . قال : فأي دعوة أضل ؟ قال : الداعي بما لا يكون قال : فأي عمل أفضل ؟ قال : التقوى . قال : فأي عمل أنجح ؟ قال : طلب ما عند الله . قال : فأي صاحب شر ؟ قال : المزين لك معصية الله ، قال : فأي الخلق أشقى ؟ قال : من باع دينه بدنيا غيره . قال : فأي الخلق أقوى ؟ قال : الحليم ، قال : فأي الخلق أشح ؟ قال : من أخذ المال من غير حله ، فجعله في غير حقه . قال : فأي الناس أكيس ؟ قال : من أبصر رشده من غيه ، فمال إلى رشده . قال : فمن أحلم الناس ؟ قال : الذي لا يغضب . قال : فأي الناس أثبت
[1] أي تهاون وقصر ، وفي نسخة : رزأ ، وفي أخرى : رزئ . [2] ظلفت نفسه عن الشئ : كفت ، فهو ظلف ، أي مترفع عن الدنايا .
478
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 478