responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 320


فقالوا : أيها الملك لسنا بجهال ولا سفهاء ، ولا أتاه الحزن من قبلنا ، ولكن كان له ابن كان أصغرنا سنا يقال له : يوسف ، فخرج معنا إلى الصيد فأكله الذئب ، فلم يزل بعده كئيبا حزينا باكيا .
فقال لهم يوسف ( عليه السلام ) : كلكم من أب واحد ؟ فقالوا أبونا واحد ، وأمهاتنا شتى .
قال : فما حمل أباكم على أن سرحكم كلكم ، ألا حبس منكم واحدا يأنس به ويستريح إليه . قالوا : قد فعل ، قد حبس منا واحدا ، وهو أصغرنا سنا .
قال : ولم أختاره لنفسه من بينكم ؟ قالوا : لأنه أحب أولاده إليه بعد يوسف .
فقال لهم يوسف ( عليه السلام ) : إني أحبس منكم واحدا يكون عندي ، وارجعوا إلى أبيكم وأقرئوه مني السلام ، وقولوا له : يرسل إلي بابنه الذي زعمتم أنه حبسه عنده ، ليخبرني عن حزنه ، وعن سرعة الشيب إليه قبل أوان مشيبه ، وعن بكائه وذهاب بصره . فلما قال هذا اقترعوا بينهم ، فخرجت القرعة على شمعون فأمر به فحبس .
فلما ودعوا شمعون ، قال لهم : يا أخوتاه ، انظروا ماذا وقعت فيه ، وأقرئوا والدي مني السلام ، فودعوه وساروا حتى وردوا الشام ، ودخلا على يعقوب ( عليه السلام ) ، وسلموا عليه سلاما ضعيفا ، فقال لهم : يا بني ، ما لكم تسلمون سلاما ضعيفا ، ومالي لا أسمع فيكم صوت خليلي شمعون ؟ قالوا : يا أبانا ، إنا جئناك من عند أعظم الناس ملكا ، لم ير الناس مثله حكما وعلما وخشوعا وسكينة ووقارا ، ولئن كان لك شبيه ، فإنه لشبيهك ، ولكنا أهل بيت خلقنا للبلاء ، اتهمنا الملك ، وزعم أنه لا يصدقنا حتى ترسل معنا ابن يامين برسالة منك ، يخبره عن حزنك وعن سرعة الشيب إليك قبل أوان المشيب ، وعن بكائك وذهاب بصرك . فظن يعقوب ( عليه السلام ) أن ذلك مكر منهم .
فقال لهم : يا بني ، بئس العادة عادتكم ، كلما خرجتم في وجه نقص منكم واحد ، لا أرسله معكم .
فلما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم بغير علم منهم ، فأقبلوا إلى أبيهم فرحين ، قالوا : يا أبانا ، ما رأى الناس مثل هذا الملك أشد اتقاءا للإثم منه ، رد علينا بضاعتنا مخافة الاثم ، وهي بضاعتنا ردت إلينا ، ونمير أهلنا ، ونحفظ أخانا ،

320

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست