نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 314
ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك ولم تخن ، كنت كالجبل لا تحركه العواصف ، ولا تزيله القواصف . وكنت كما قال ( صلى الله عليه وآله ) : ضعيفا في بدنك ، قويا في أمر الله ، متواضعا في نفسك ، عظيما عند الله عز وجل ، كبيرا في الأرض ، جليلا عند المؤمنين ، لم يكن لأحد فيك مهمز ، ولا لقائل فيك مغمز ، ولا لأحد فيك مطمع ، ولا لأحد عندك هوادة . الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه ، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق ، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء ، شأنك الحق والصدق والرفق ، وقولك حكم وحتم ، وأمرك حلم وحزم ، ورأيك علم وعزم ، فأقلعت وقد نهج السبيل ، وسهل العسير ، وأطفئت النيران ، فاعتدل بك الدين ، وقوي بك الاسلام والمؤمنون ، وسبقت سبقا بعيدا ، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا ، فجللت عن البكاء ، وعظمت رزيتك في السماء ، وهدت مصيبتك الأنام ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، رضينا عن الله قضاءه ، وسلمنا لله أمره ، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا . كنت للمؤمنين كهفا حصينا ، وعلى الكافرين غلظة وغيظا ، فألحقك الله بنبيه ، ولا حرمنا أجرك ، ولا أضلنا بعدك . وسكت القوم حتى انقضى كلامه ، وبكى وأبكى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم طلبوه فلم يصادفوه [1] . 364 / 12 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري ، قال : أخبرني أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني وأبو طالب بن أبي عوانة ، قالا : حدثنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني ، قال : حدثنا عبد الله بن واقد ، عن عبد العزيز الماجشون ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : استبشرت الملائكة يوم بدر وحنين بكشف علي ( عليه السلام ) الأحزاب عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فمن لم يستبشر