نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 310
فقال : يا علي ، خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه . قال علي ( عليه السلام ) : فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما ، وجئت به إلى رسول الله ، فنظر إليه فقال : يا علي ، قميص دونه يكفيني [1] ، أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقلت : لا أدري ، فقال : أنظر ، فجئت إلى صاحبه ، فقلت : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد كره هذا ، يريد ثوبا دونه ، فأقلنا فيه . فرد علي الدراهم ، وجئت بها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا ، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما شأنك ؟ قالت : يا رسول الله ، إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لاشتري لهم بها حاجة فضاعت ، فلا أجسر أن أرجع إليهم . فأعطاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أربعة دراهم وقال : ارجعي إلى أهلك . ومضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى السوق ، فاشترى قميصا بأربعة دراهم ، ولبسه وحمد الله ، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول : من كساني كساه الله من ثياب الجنة ، فخلع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل ، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالأربعة التي بقيت قميصا آخر ، فلبسه وحمد الله . ورجع إلى منزله فإذا الجارية قاعدة على الطريق ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما لك لا تأتين أهلك ؟ قالت : يا رسول الله ، إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني . فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مري بين يدي ودليني على أهلك . فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى وقف على باب دراهم ، ثم قال : السلام عليكم يا أهل الدار . فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فلم يجيبوه ، فأعاد السلام ، فقالوا : عليك السلام - يا رسول الله - ورحمة الله وبركاته . فقال لهم : ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني ؟ قالوا : يا رسول الله ، سمعنا سلامك فأحببنا أن نستكثر منه . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها . فقالوا : يا رسول الله ، هي حرة لممشاك . فقال رسول الله : الحمد لله ، ما رأيت اثني عشر درهما أعظم