نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 273
قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تخلق من الطين كهيئة الطير ، فتنفخ فيه فيصير طيرا ؟ قال عيسى ( عليه السلام ) : بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخر لي . قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تشقي المرضى ؟ قال عيسى ( عليه السلام ) : بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم ، وإذا شاء أمرضني . قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى ؟ قال عيسى ( عليه السلام ) : بل العظمة للذي بإذنه أحييهم ، ولا بد من أن يميت ما أحييت ، ويميتني . قال إبليس : يا عيسى ، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعبر البحر فلا تبتل قدماك ولا ترسخ فيه ؟ قال عيسى ( عليه السلام ) : بل العظمة للذي لله لي ولو شاء أغرقني . قال إبليس : يا عيسى ، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنه سيأتي عليك يوم تكون السماوات والأرض ومن فيهن دونك ، وأنت فوق ذلك كله تدبر الامر وتقسم الأرزاق ؟ فأعظم عيسى ( عليه السلام ) ذلك من قول إبليس الكافر اللعين ، فقال عيسى ( عليه السلام ) : سبحان الله ملء سماواته وأرضيه ، ومداد كلماته ، وزنة عرشه ، ورضا نفسه . قال : فلما سمع إبليس ( لعنه الله ) ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئا حتى وقع في اللجة الخضراء . قال ابن عباس ، فخرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر ، فإذا هي بإبليس ساجدا على صخرة صماء تسيل دموعه على خديه ، فقامت تنظر إليه تعجبا ، ثم قالت له : ويحك يا إبليس ، ما ترجو بطول السجود ؟ فقال لها : أيتها المرأة الصالحة ، ابنة الرجل الصالح ، أرجو إذا أبر ربي عز وجل قسمه ، وأدخلني نار جهنم ، أن يخرجني من النار برحمته [1] . 301 / 2 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي ، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم