نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 179
يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لهذين العبدين ، ما أكرمهما على الله ! فيأتي النداء من قبل الله جل جلاله ، يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد ، وهذا وليي علي ، طوبى لمن أحبه ، وويل لمن أبغضه وكذب عليه . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فلا يبقى يومئذ أحد أحبك - يا علي - إلا استروح إلى هذا الكلام ، وابيض وجهه ، وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه . فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي ، أما أحدهما فرضوان خازن الجنة ، وأما الآخر فمالك خازن النار ، فيدنو رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد . فأقول : السلام عليك أيها الملك ، من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول : أنا رضوان خازن الجنة ، وهذه مفاتيح الجنة ، بعث بها إليك رب العزة ، فخذها يا أحمد . فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب . ثم يرجع رضوان ، فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد . فأقول : السلام عليك أيها الملك من أنت ، فما أقبح وجهك ، وأنكر رؤيتك ! فيقول : أنا مالك خازن النار ، وهذه مقاليد النار ، بعث بها إليك رب العزة ، فخذها يا أحمد . فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب . ثم يرجع مالك ، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجزة جهنم وقد تطاير شررها ، وعلا زفيرها ، واشتد حرها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول له جهنم : جزني يا علي ، فقد أطفأ نورك لهبي . فيقول لها علي : قري يا جهنم ، وخذي هذا ، واتركي هذا ، خذي هذا عدوي ، واتركي هذا وليي ، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، فإن شاء يذهبها يمنة ، وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق [1] . وصلى الله على سيدنا محمد وآله