نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 100
تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) [1] . فلما نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، خرج هو يتلوها ويتبسم ، فقال لأصحابه : من يدلني على ذلك الشاب التائب ؟ فقال معاذ : يا رسول الله ، بلغنا أنه في موضع كذا وكذا . فمضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل ، فصعدوا إليه يطلبون الشاب ، فإذا هم بالشاب قائم بين صخرتين ، مغلولة يداه إلى عنقه ، وقد اسود وجهه ، وتساقطت أشفار عينيه من البكاء وهو يقول : سيدي ، قد أحسنت خلقي ، وأحسنت صورتي ، فليت شعري ماذا تريد بي ، أفي النار تحرقني ؟ أو في جوارك تسكنني ؟ اللهم إنك قد أكثرت الاحسان إلي ، وأنعمت علي ، فليت شعري ماذا يكون آخر أمري ، إلى الجنة تزفني ، أم إلى النار تسوقني ؟ اللهم إن خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ، ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم ، فليت شعري تغفر لي خطيئتي ، أم تفضحني بها يوم القيامة ؟ فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكي ويحثو التراب على رأسه ، وقد أحاطت به السباع ، وصفت فوقه الطير ، وهم يبكون لبكائه ، فدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأطلق يديه من عنقه ، ونفض التراب عن رأسه ، وقال : يا بهلول ، أبشر فإنك عتيق الله من النار . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول ، ثم تلا عليه ما أنزل الله عز وجل فيه وبشره بالجنة [2] . 77 / 4 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال حدثنا أحمد بن صالح ، عن حكيم بن عبد الرحمن ، قال : حدثني مقاتل بن سليمان ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : يا علي ، أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم ، وبمنزلة سام من نوح ، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم ،