وسر بنا سير الجرئ المتلئب [1] * وانهض بأهل الشام ترشد وتصب [2] . ثم اهزز الصعدة للشأس الكلب [3] يعني " عليا " . فقال له : عندك مهز [4] ؟ قال : نعم . ثم أقبل الحجاج بن الصمة على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ، إني كنت فيمن خرج مع يزيد بن أسد [ القسري ] مغيثا لعثمان ، فقدمنا أنا وزفر بن الحارث فلقينا رجلا زعم أنه ممن قتل عثمان ، فقتلناه . وإني أخبرك يا أمير المؤمنين أنك تقوى على علي بدون ما يقوى به عليك ، لأن معك قوما لا يقولون إذا قلت ، ولا يسألون إذا أمرت . وإن مع علي قوما يقولون إذا قال ، ويسألون إذا أمر ، فقليل ممن معك خير من كثير ممن معه . واعلم أنه لا يرضى على إلا بالرضا ، وإن رضاه سخطك . ولست وعلى سواء [6] : لا يرضى على بالعراق دون الشام ، ورضاك الشام دون العراق .
[1] قال ابن أبي الحديد في ( 1 : 253 ) : " المتلئب : المستقيم المطرد " . وفي اللسان أيضا : اتلأب : أقام صدره ورأسه . وفي الأصل : " الملتبب " ولا وجه له . [2] في الأصل : " وجمع أهل الشام " ، صوابه من ح . [3] الصعدة ، بالفتح : القناة المستوية . والشأس ، أصل معناه المكان الغليظ الخشن . قال ابن أبي الحديد : " ومن رواه : للشاسي ، بالياء فأصله الشاصي بالصاد ، وهو المرتفع ، يقال شصا السحاب إذا ارتفع ، فأبدل الصاد سينا . ومراده هنا نسبة علي عليه السلام إلى التيه والرفع عن الناس " . قلت : قد أبعد ابن أبي الحديد في التخريج ، إنما يكون : " الشاسي " مخفف " الشاسئ " وهو من المقلوب . وفي اللسان ( مادة شأس ) : " ويقال مقلوبا : مكان شاسئ وجاسئ : غليظ " . [4] مهز : مصدر ميمى من الهز . يقال هززت فلانا لخير فاهتز . ح : " أفيك مهز " . ( 5 ) زاد ابن أبي الحديد : " ولم يخاطب معاوية بأمير المؤمنين قبلها " أي قبل هذه الزيارة . وهذه العبارة تعليق من ابن أبي الحديد . وتقرأ بفتح الطاء من " يخاطب " وإلا فإن الحجاج خاطبه قبلها بأمير المؤمنين في أول الحديث . وانظر ص 80 س 6 . [6] كذا وردت العبارة في الأصل ، و ح . وهو وجه ضعيف في العربية ، إذ لا يحسن العطف على الضمير المرفوع المتصل إلا بعد توكيده بالضمير المنفصل ، أو وجود فاصل بين المتبوع والتابع .