< فهرس الموضوعات > توديع شرحبيل لعمرو < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > توديع الأحنف ونصيحته لأبي موسى < / فهرس الموضوعات > وقال شريح بن هانئ : والله لقد تعجلت رجال مساءتنا في أبي موسى ، وطعنوا عليه بسوء الظن [1] وما الله عاصمه منه [2] ، إن شاء الله . وسار مع عمرو بن العاص شرحبيل بن السمط الكندي في خيل عظيمة ، حتى إذا أمن عليه خيل أهل العراق ودعه ثم قال : يا عمرو ، إنك رجل قريش ، وإن معاوية لم يبعثك إلا ثقة بك ، وإنك لن تؤتى من عجز ولا مكيدة ، وقد عرفت أن وطأت [3] هذا الأمر لك ولصاحبك ، فكن عند ظننا بك . ثم انصرف ، وانصرف شريح بن هانئ حين أمن أهل الشام على أبي موسى ، وودعه هو ووجوه الناس . وكان آخر من ودع أبا موسى الأحنف بن قيس ، أخذ بيده ثم قال له : " يا أبا موسى ، اعرف خطب هذا الأمر ، واعلم أن له ما بعده ، وأنك إن أضعت العراق فلا عراق . فاتق الله فإنها تجمع لك دنياك وآخرتك ، وإذا لقيت عمرا غدا فلا تبدأه بالسلام ، فإنها وإن كانت سنة إلا أنه ليس من أهلها ، ولا تعطه يدك [4] فإنها أمانة وإياك أن يقعدك على صدر الفراش فإنها خدعة . ولا تلقه وحده ، واحذر أن يكلمك في بيت فيه مخدع تخبأ فيه الرجال والشهود " . ثم أراد أن يبور [5] ما في نفسه لعلي فقال له : " فإن لم يستقم لك عمرو على الرضا بعلي فخيره أن يختار أهل العراق من قريش الشام من شاءوا ، فإنهم يولونا الخيار فنختار من نريد . وإن أبوا فليختر أهل الشام من قريش العراق
[1] ح : " بأسوأ الطعن " . [2] أي وبما الله عاصمه منه . [3] ح ( 1 : 196 ) : " أني وطأت " . [4] في الأصل : " بيدك " وأثبت ما في ح . [5] ح : " يبلو " ، وهما بمعنى .