< فهرس الموضوعات > جرير وشرحبيل < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > معاوية وجرير < / فهرس الموضوعات > ممن نريد ، ثم جاهدنا معه حتى ندرك بدم عثمان أو نهلك . فقال جرير : يا شرحبيل ، مهلا فإن الله قد حقن الدماء ، ولم الشعث ، وجمع أمر الأمة ، ودنا من هذه الأمة سكون ، فإياك أن تفسد بين الناس ، وأمسك عن هذا القول قبل أن يظهر منك قول لا تستطيع رده . قال : لا والله لا أسره أبدا . ثم قام فتكلم ، فقال الناس : صدق صدق ، القول ما قال ، والرأي ما رأى . فأيس جرير عند ذلك عن معاوية وعن عوام أهل الشام . نصر ، عن محمد بن عبيد الله ، عن الجرجاني قال : كان معاوية أتى جريرا في منزله فقال : يا جرير ، إني قد رأيت رأيا . قال : هاته . قال : اكتب إلى صاحبك يجعل لي الشام ومصر جباية ، فإذا حضرته الوفاة لم يجعل لأحد بعده بيعة في عنقي ، وأسلم له هذا الأمر ، وأكتب إليه بالخلافة . فقال جرير : اكتب بما أردت ، وأكتب معك . فكتب معاوية بذلك إلى علي فكتب علي إلى جرير : " أما بعد فإنما أراد معاوية ألا يكون لي في عنقه بيعة ، وأن يختار من أمره ما أحب ، وأراد أن يريثك حتى يذوق أهل الشام ، وإن المغيرة بن شعبة قد كان أشار على أن أستعمل معاوية على الشام وأنا بالمدينة ، فأبيت ذلك عليه ، ولم يكن الله ليراني أتخذ المضلين عضدا . فإن بايعك الرجل ، وإلا فأقبل " . وفشا كتاب معاوية في العرب فبعث إليه الوليد بن عقبة : معاوي إن الشام شامك فاعتصم * بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا وحام عليها بالقنابل والقنا * ولا تك محشوش الذراعين وانيا [1]
[1] حام : أمر من المحاماة . والقنابل : الجماعة من الناس ، الواحدة قنبلة وقنبل بفتح القاف والباء فيهما . ح : " بالصوارم " . محشوش ، في اللسان : " حشت اليد وأحشت وهي محش : يبست ، وأكثر ذلك في الشلل . وحكي عن يونس حشت على صيغة ما لم يسم فاعله " . وفي ح : " موهون الذراعين " .