responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقعة صفين نویسنده : ابن مزاحم المنقري    جلد : 1  صفحه : 498


اشتريت بالعفو صلاح الأمة ، ولا أكثر فرحا بشئ جاء ولا ذهب [1] ، وإنما أدخلني في هذا الأمر القيام بالحق فيما بين الباغي والمبغى عليه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فدعوت إلى كتاب الله فيما بيننا وبينك ، فإنه لا يجمعنا وإياك إلا هو ، نحيي ما أحيى القرآن ، ونميت ما أمات القرآن . والسلام " .
وكتب علي إلى عمرو بن العاص [ يعظه ويرشده ] : " أما بعد فإن الدنيا مشغلة عن غيرها ، ولم يصب صاحبها منها شيئا إلا فتحت له حرصا يزيده فيها رغبة ، ولن يستغني صاحبها بما نال عما لم يبلغه ، ومن وراء ذلك فراق ما جمع .
والسعيد من وعظ بغيره . فلا تحبط أبا عبد الله أجرك ، ولا تجار معاوية في باطله " .
فأجابه عمرو بن العاص : " أما بعد فإن ما فيه صلاحنا وألفتنا الإنابة إلى الحق ، وقد جعلنا القرآن حكما بيننا فأجبنا إليه . وصبر الرجل منا نفسه على ما حكم عليه القرآن ، وعذره الناس بعد المحاجزة . [ والسلام ] " .
فكتب إليه علي : " أما بعد فإن الذي أعجبك من الدنيا مما نازعتك إليه نفسك ووثقت به منها لمنقلب عنك ، ومفارق لك . فلا تطمئن إلى الدنيا فإنها غرارة . ولو اعتبرت بما مضى لحفظت ما بقي ، وانتفعت بما وعظت به .
والسلام " .
فأجابه عمرو : " أما بعد فقد أنصف من جعل القرآن إماما ودعا الناس إلى أحكامه . فاصبر أبا حسن ، وأنا غير منيلك [2] إلا ما أنالك القرآن " .
وجاء الأشعث بن قيس إلى علي فقال : [ يا أمير المؤمنين ] ما أرى الناس إلا وقد رضوا وسرهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه من حكم



[1] كذا ورد في الأصل و ح على الاكتفاء ، أي ولا بشئ ذهب .
[2] ح ( 1 : 189 ) : " فإنا غير منيليك " .

498

نام کتاب : وقعة صفين نویسنده : ابن مزاحم المنقري    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست