ضرب رجل الشامي فقطعها ، فقاتل ولم يسقط إلى الأرض ، ثم ضرب يده فقطعها ، فرمى الشامي بسيفه بيده اليسرى إلى أهل الشام ثم قال : يا أهل الشام ، دونكم سيفي هذا فاستعينوا به على عدوكم . فأخذوه ، فاشترى معاوية ذلك السيف من أولياء المقتول بعشرة آلاف . وقال أبو زبيد الطائي يمدح عليا ويذكر بأسه : إن عليا ساد بالتكرم * والحلم عند غاية التحلم هداه ربي للصراط الأقوم * بأخذه الحل وترك المحرم كالليث عند اللبوات الضيغم [1] * يرضعن أشبالا ولما تفطم فهو يحمي غيرة ويحتمي * عبل الذراعين كريه شدقم [2] مجوف الجوف نبيل المحزم * نهد كعادي البناء المبهم يزدجر الوحي بصوت أعجم * تسمع بعد الزبر والتقحم منه إذا حش له ترمرم [3] * مندلق الوقع جري المقدم [4] ليث الليوث في الصدام مصدم * وكهمس الليل مصك ملدم [5] عفروس آجام عقار الأقدم [6] * كروس الذفرى أغم مكدم [7]
[1] في الأصل : " عنده الليوث " . [2] شدقم : واسع الشدق . وفي الأصل : " كريه الشدقم " تحريف . [3] كذا ورد هذا البيت . [4] الاندلاق : الهجوم والتقدم . وفي الأصل : " مندلف " تحريف . [5] الكهمس : اسم من أسماء الأسد . [6] العفروس ، من أسماء الأسد ، واشتقاقه من العفرسة وهو الصرع والغلبة ، ولم يذكر هذه اللغة - صاحب اللسان . وفي القاموس : " العفرس : بالكسر ، والعفريس والعفراس والعفروس والمفرنس كسفرجل : الأسد " . والعقار ، بالضم : القاتل ، وهو من قولهم : كلأ عقار ، أي قاتل للماشية . وفي الأصل : " عفار " . والأقدم ، بفتح الدال : الأسد . [7] الكروس : الضخم . والذفرى ، بالكسر : عظم شاخص خلف الأذن . والأغم : الذي سال شعره فضاق وجهه وقفاه . والمكدم : الغليظ الشديد . وفي الأصل : " كروس الذفرين عم المكرم " .