أهل المصاف مصافهم [1] ، ثم قال : أيها الناس ، هذا موقف من نطف فيه نطف يوم القيامة [2] ، ومن فلج فيه فلج يوم القيامة . ثم قال علي ، لما نزل معاوية بصفين : لقد أتاكم كاشرا عن نابه * يهمط الناس على اعتزا به [3] فليأتنا الدهر بما أتى به وكتب علي إلى معاوية : فإن للحرب عراما شررا * إن عليها قائدا عشنزرا [4] ينصف من أجحر أو تنمرا * على نواحيها مزجا زمجرا [5]
[1] ح ( 1 : 326 ) : " حتى أخذ أهل الشام مصافهم " . [2] يقال نطف ، كعلم ، ونطف بالبناء للمجهول : أي اتهم بريبة . [3] يهمط الناس ، أي يقهرهم ويخطبهم . والاعتزاب ، قال ابن أبي الحديد في ( 1 : 327 ) : " أي على بعده عن الإمارة والولاية على الناس " . وفي الأصل : " اغترابه " تحريف . [4] العشنزر : الشديد . [5] قال ابن أبي الحديد : " أجحر : ظلم الناس حتى ألجأهم إلى أن دخلوا جحرتهم أو بيوتهم . وتنمر : أي تنكر حتى صار كالنمر . يقول : هذا القائد الشديد القوى ينصف من يظلم الناس ويتنكر لهم ، أي ينصف منه . فحذف حرف الجر كقوله ( واختار موسى قومه ) أي من قومه . والمزج ، بكسر الميم : السريع النفوذ ، وأصله الرمح القصير كالمزراق . ورجل زمجر أي مانع حوزته ، والميم زائدة . ومن رواها : زمخرا ، بالخاء ، عنى به المرتفع العالي الشأن " . في الأصل : " أحجم " وفي ح : " أحجر " بتقديم الحاء على الجيم في الرجز وفي شرحه ، وصوابهما بتقديم الجيم على الحاء وآخره راء كما أثبت .