المجلس الثالث فيما جرى عليه من أهل زمانه إلى أن نقله الله إلى بحبوحات جنانه وتردأ برداء رضوانه وتاريخ وفاته ( ع ) وما لقي من هوانه . روي في الخرائج عن ابن أرومة قال : خرجت أيام المتوكل إلى سر من رأى ، فدخلت على سعيد الحاجب وقد دفع المتوكل إليه علي الهادي ( ع ) ليقتله ، فلما دخلت عليه قال : أتحب أن تنظر إلى إلاهك ؟ فقلت : سبحان الله ( لا تدركه الابصار ) [1] قال : هذا الذي تزعمون أنه إمامكم قلت : ما أكره ذلك ، قال : إني أمرت بقتله وأنا فاعل ذلك غدا ، وعنده صاحب البريد فإذا خرج فادخل إليه ، فلم ألبث أن خرج ، فقال لي : أدخل فدخلت الدار التي هو فيها محبوسا فإذا بحياله قبر قد حفر ، فدخلت وسلمت عليه وبكيت بكاء شديدا فقال لي ( غ ) : ما يبكيك ؟ فقلت : لما أرى فقال : لا تبك فلا يتم لهم ذلك ، فسكن ما كان بي فقال ( ع ) : إنه لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك الله دمه ودم صاحبه الذي رأيته ، قال : فوالله ما مضى غير يومين حتى قتلا . فقلت لأبي الحسن ( ع ) : أخبرني عن حديث رسول الله ( ص ) لا تعادوا الأيام فتعاديكم ؟ فقال ( ع ) : نعم إنه لحديث رسول الله ( ص ) تأويله : فأما