[ فيا لك يا منصور لا فزت بالولا * لجعفر قد آبت عليك الفوادح ] [ تسربلت سربالا من النار ضافيا * فويلك قد طاحت عليك الطوائح ] [ وعما قليل تلق ما أنت قادم * عليه وقد قامت عليك النوائح ] [ أتقتل من قد عظم الله قدره * وجلله إذ يممته المدائح ] [ من النص والقرآن نصا منزلا * من الله هاد للبرايا وواضح ] [ فوا لهف نفسي إذ تغيب شخصه * وقد مات مسموما فدته الجوانح ] وفي كتاب طب الأئمة عن الرضا ( ع ) عن موسى بن جعفر ( ع ) قال : لما طلب أبو الدوانيق أبي عبد الله ( ع ) وهم بقتله فأخذه صاحب المدينة ووجه به إليه ، وكان أبو الدوانيق استعجله واستبطأ قدومه حرصا منه على قتله ، فلما مثل بين يديه ضحك في وجهه ثم رحب به وأجلسه عنده ، وقال : يا بن رسول الله والله قد وجهت إليك وأنا عازم على قتلك ، ولقد نظرت إليك فألقي إلي محبة عليك ، فوالله ما أجد أحدا من أهل بيتي أعز منك ولا آثر عندي ، ولكن يا أبا عبد الله كلام بلغنا تهجنا فيه وتذكرنا بسوء فقال : يا أمير المؤمنين ما ذكرتك بسوء قط ، فتبسم أيضا فقال : والله أنت عندي أصدق من جميع من سعى بك إلي ، وهذا مجلسي بين يديك وخاتمي فانبسط ولا تخشني في جليل أمرك وصغيره فلست أردك عن شئ ، ثم أمره بالانصراف وحباه وأعطاه ، فأبى أن يقبل شيئا وقال : يا أمير المؤمنين أنا في عناية وخير وغناء كثير ، فإذا هممت ببري فعليك بالمتخلفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل قال : قبلت يا أبا عبد الله فقد أمرت لهم بمائة ألف درهم تفرقها بينهم فقال : وصلت الرحم يا أمير المؤمنين . فلما خرج من عنده مشى بين يديه مشائخ من قريش وشبابهم من كل قبيلة وهو يمشي بينهم كسريان القمر ليلة تمامه وكماله ، فقال عين أبو الدوانيق : يا بن رسول الله لقد نظرت نظرا شافيا حين دخلت على أمير المؤمنين فما أنكرت منك شيئا غير أني نظرتك وقد حركت شفتيك بشئ فما كان ذلك ؟ قال : إني