يدرك في آل الحسن ( ع ) مثلها ، وعمره ( ع ) سبع وخمسون سنة عمر أبيه ( ع ) وجده ( ع ) ، وأقام مع جده الحسين ( ع ) ثلاث سنين أو أربع سنين ، ومع أبيه علي بن الحسين ( ع ) أربعا وثلاثين وعشرة أشهر ، وبعد أبيه تسعة عشرة سنة . وروي ثمانية عشر سنة وذلك أيام إمامته ( ع ) ، وكان في سنين إمامته الملك للوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد ابن عبد الملك وهشام أخيه وإبراهيم بن الوليد ، وقبض ( ع ) في أول ملك إبراهيم ، وسيأتي يوم وفاته المختار منها في الفصل الثالث لأنه ( ع ) قتل مسموما ، وإنما اختلف في سمه . وروى جابر بن يزيد الجعفي ( ره ) كما في العلل لما سأله عمر بن شمر لم سمي الباقر باقرا ؟ قال : لأنه بقر العلم بقرا ، أي شقه شقا وأظهره إظهارا . ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري ( رض ) أنه سمع رسول الله ( ص ) يقول : يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب ( ع ) المعروف بالباقر ( ع ) ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام ، فلقيه جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة ، فقال : يا غلام من أنت ؟ فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) ، فقال له جابر : يا بني أقبل ، فأقبل ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، فقال ( رض ) : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله ورب الكعبة ، ثم قال : يا بني إن رسول الله ( ص ) يقرؤك السلام ، فقال ( ع ) : على رسول الله ( ص ) السلام ، فقال له جابر : يا باقر يا باقر أنت الباقر ، أنت الذي تبقر العلم بقرا . ثم كان يأتي إليه فيجلس بين يديه فيعلمه وربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله ( ص ) فيرد عليه الباقر ( ع ) ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر يا باقر أشهد أنك أتيت الحكم صبيا . وفي الاختصاص عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ( ع ) قال : إن جابر ابن عبد الله قال : آخر من بقي من أصحاب رسول الله ( ص ) وكان رجلا منقطعا