بيت الله ماشيا لم يركب قط ، وقد فعل ذلك عشرين سنة . وروى الكليني مرسلا عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله الصادق ( ع ) قال : خرج الحسن إلى مكة ، فلما كان في بعض الطريق ورمت قدماه من المشي ، فقال له بعض مواليه : لو ركبت يا سيدي لسكن هذا الورم ، قال : كلا إذا أتينا هذا المنزل ، فإنه سيستقبلك غلام معه دهنا ، فاشتر منه ولا تماكسه ، فقال له مولاه : بأبي أنت وأمي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء ، قال : بلى فإنه أمامك دون المنزل ، فساروا أميالا ، فإذا هم بالغلام ، فقال الحسن لمولاه : دونك الرجل خذ منه الدهن وأعطه الثمن ، فقال له ، الأسود : يا غلام لمن أردت هذا الدهن ؟ فقال : للحسن بن علي ، فقال : انطلق بي إليه ، فانطلق به وأدخله عليه ، فقال : بأبي أنت وأمي لم أعلم أنك محتاج إلى هذا الدهن ولست آخذا له ثمنا ، إنما أنا مولاك ، ولكن ادع الله تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا يحبكم أهل البيت ، فإني خلفت أهلي تمخض : فقال ( ع ) : انطلق إلى منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا وهو من شيعتنا ، ثم سار ( ع ) من ذلك المنزل ، وكان معه رجل من ولد الزبير يتوالاه ويقر بإمامته ، فنزلوا منزلا تحت نخل يابس ، ففرش للحسن تحت نخلة والزبيري تحت نخلة أخرى ، فقال الزبيري : لو كان في هذه النخلة رطب لأكلنا منه ، فقال الحسن : وإنك لتشتهي الرطب ؟ فقال الزبيري : نعم ، فرفع يده إلى السماء ودعى الله سبحانه وتعالى بكلام لم أفهمه ، فاخضرت النخلة وصارت إلى حالها وحملت رطبا ، فقال الجمال الذي اكتروا منه : سحر والله ، فقال الحسن : يا ويلك ليس هذا سحر ، ولكنها دعوة ابن بنت نبي مستجابة ، فصعدوا وصرموا ما كان في النخلة وكفاهم وساروا إلى مكة ودخلوها ، وكان معاوية قد أمر على الحاج تلك السنة عمرو بن العاص ، فلقي عمرو بن العاص الحسن في الطواف ، فقال له عمرو : يا حسن زعمت أن الدين لا يقوم إلا بك وبأبيك ، فقد رأيت [ كيف ] أقامه معاوية ، فجعله راسيا بعد ميله ، وبينا بعد خفائه ،