اللّهُمّ وَشُركاؤُهُ في أَمْرِهِ وَمُعاوِنُوهُ عَلى طاعتِكَ الذينَ جَعَلتَهُمْ حِصْنَهُ وسِلاحَهُ وَمفزَعَهُ وأنسَهُ الذّينَ سَلَوْا عَنِ الأَهْلِ وَالأوْلاد وتَجافَوا الوَطنَ وَعَطَّلُوا الوَثيرَ مِنَ الْمِهادِ قَدْ رَفَضُوا تِجاراتِهِم وَأضَرُّوا بِمعايِشِهِمْ وفُقِدُوا في أندِيَتِهِمْ بغيْرِ غَيبةٍ عَن مِصرِهم وحالَفُوا البَعيدَ مِمَّنْ عاضَدَهُم عَلى أمْرِهِمْ وَخالَفُوا القَريبَ مِمَنْ صَدَّ عَن وِجْهَتِهِمْ وَائتَلَفْوا بَعْدَ التَّدابُر وَالتقاطُعِ في دَهْرِهِمْ وَقطَعُوا الأسبابَ المُتَّصِلَةِ بِعاجِلِ حُطامٍ مِنَ الدّنيا ، فَاجعَلْهُم اللَهُمَّ في حِرْزِكَ وَفي ظِلّ كَنَفِكَ وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأسَ مَن قَصَدَ إلَيْهِمْ بِالْعَداوَةِ مِنْ خَلْفِكَ وَأجْزِلْ لَهُمْ مِنْ دَعْوَتِكَ مِن كِفايَتِكَ وَمعُونَتِكَ لَهُمْ وَتُأيِيدِكَ وَنَصْرِك إيّاهُمْ ما تُعينُهُمْ بِهِ عَلى طاعَتِكَ وَأزْهِقْ بِحَقّهِمْ باطِلَ مَن أرادَ إطْفاءَ نوُرِكَ وصلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاملَأْ بِهِمْ كُلَّ أفُقٍ مِنَ الآفاقِ وَقُطرٍ منَ الأقْطارِ قِسْطاً وَعَدْلاً وَرَحْمَةً وَفَضْلاً وَاشْكُرْ لَهُمْ على حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ وما مَنَنْتَ بِهِ على القائِمينَ بالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ وادَّخِرْ لَهُمْ مِنْ ثَوابِكَ ما تَرفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجاتِ إنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وتَحْكُمُ ما تُرِيدْ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ " . [1]
[1] جمال الأسبوع : ص 513 .