قالوا : بلا [1] .
بلال يعقل خالد بن الوليد بعمامته :
قد يستشهد البعض لجرأة بلال بوقفته مع خالد بن الوليد حين وثب عليه وتناول عمامته ونقضها وأوثقه بها .
وإلا كيف يتجرأ بلال على نزع عمامة خالد ؟ وكيف يتمكن من أن يوثق يديه وخالد معروف بقوته وبطشه ، وهو وجيه في قومه وصاحب شأن عند المسلمين ؟ !
وربما يتأمل البعض في صلاحية هذه القضية لأن تكون شاهدا على تلك الجرأة ، ولا نريد الخوض في مواطن التأمل هذه ، ونكتفي بذكر ما جرى كما أوردها ابن عساكر في تاريخه :
كان الأشعث انتجع [2] خالدا بعشرين ، فأجازه خالد بعشرة آلاف ، وكان عمر لا يخفى عليه شيء من عمله ، يكتب إليه من العراق بخروج من خرج منها ومن الشام بجائزة من فيها فدعا البريد وكتب معه إلى أبي عبيدة أن يقيم خالدا ويعقله بعمامته وينتزع عنه قلنسوته حتى يعلمكم من أين أجاز الأشعث ، هل من مال الله أم من ماله ؟ أو من إصابة أصابها ؟ فإن زعم أنه أصابها ، فقد أقر بخيانة وإن زعم أنها من ماله فقد أسرف واعزله على كل حال واضمم إليك عمله .

[1] مسند أحمد ج 3 ص 16 .
[2] انتجع فلانا : أتاه طالبا معروفه .

97