فجعل بلال يضمهما ويقبلهما مستنشقا منهما عبير النبوة والشهادة .
أذان بلال لفاطمة والحسنين عليهم السلام :
لما توفي النبي " صلى الله عليه وآله " وجرى ما جرى بعده ، امتنع بلال عن الأذان وقال : لا أؤذن لأحد بعد رسول الله " صلى الله عليه وآله " [1] .
ولكن فاطمة " عليها السلام " قالت ذات يوم : إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي بالأذان .
فبلغ ذلك بلالا ، فأخذ في الأذان ، فلما قال : " الله أكبر " ذكرت " عليها السلام " أباها " صلى الله عليه وآله " وأيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله : " اشهد أن محمدا رسول الله " شهقت فاطمة " عليها السلام " وسقطت لوجهها وغشي عليها .
فقال الناس لبلال : أمسك يا بلال ، فقد فارقت ابنة رسول الله " صلى الله عليه وآله " الدنيا ، وظنوا أنها قد ماتت .
فقطع بلال أذانه ولم يتمه ، فأفاقت فاطمة " عليها السلام " وسألته أن يتم الأذان فلم يفعل ، وقال لها : يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان .

[1] راجع : تاريخ الخميس ج 2 ص 246 ، والدرجات الرفيعة ص 366 ، وتهذيب تاريخ دمشق الكبير ص 316 ، والطبقات الكبري ج 3 ص 236 و 237 ، وراجع : أنساب الأشراف ج 1 ص 192 .

143