وبكي وبكي حتى أني والله لرحمته ، ثم قال : أكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت رسول الله " صلى الله عليه وآله " يقول : إذا كان يوم القيامة وجمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد بعث الله عز وجل إلى المؤمنين بملائكة من نور ومعهم ألوية وأعلام من نور يقودون جنائب [1] ، أزمتها [2] زبرجد [3] أخضر ، وحقايبها [4] المسك الأذفر [5] يركبها المؤذنون ، فيقومون عليها قياما ، تقودهم الملائكة ينادون بأعلى صوتهم بالأذان .
ثم بكى بكاء شديدا حتى انتحبت وبكيت .
فلما سكت قلت : ما بكاؤك ؟ !
فقال : ويحك ، ذكرتني أشياء سمعت حبيبي " عليه السلام " يقول : والذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليمرون على الخلق قياما على النجائب [6] .

[1] الجنائب : جمع جنيبة وهي الدابة تقودها إلى جنبك .
[2] الأزمة : جمع زمام وهو الحبل الذي يجعل في البرة والخشبة ثم يشد إليه المقود ويسمى به المقود نفسه .
[3] الزبرجد : حجر كريم يشبه الزمرد .
[4] الحقائب : جمع حقيبة وهي الرفادة ي مؤخر القتب وفي لسان العرب عن ابن شميل : الحقيبة تكون على عجز البعير ، تحت حنوي القتب الآخرين .
[5] الأذفر : أي الطيب الريح أو النتن ، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به ومنه صفة الجنة وترابها .
[6] النجائب : جمع نجيبة ، تأنيث النجيب ، النجيب من الرجال الكريم الحسيب ، وكذلك البعير والفرس إذا كانا كريمين عتيقين ( راجع : لسان العرب ) .

108