الليث المِقدام ، والبدر التمام ، والماجد الهُمام ، محلّ الحرمين ، ووارث المشعرين ، وأبو السبطين الحسن والحسين ، من أهل بيت أكرمهم الله بشرفه ، وشرّفهم بكرمه ، وأعزّهم بهداه ، وخصّهم لدينه ، واستودعهم سرَّه ، واستحفظهم علمَه ، عمداء لدينه ، وشهداء على خلقه ، وأوتاد أرضه ، ويحيى في علمه ، اختارهم واصطفاهم وفضّلهم واجتباهم عَلَماً لعباده ، وأولاهم [1] على الصراط .فهم الأئمّة الدُّعاة ، والسادة الوُلاة ، والقادة الحُماة ، والخيرة الكرام ، والقضاة والحكّام ، والنجوم [ و ] الأعلام ، والعترة الهادية ، والقدوة العالية ، والأسوة الصافية ، الراغب عنهم مارق ، واللازم بهم لاحق .هم الرحم الموصولة ، والأئمّة المتخيّرة ، والباب المبتلى به النّاسُ ، من أتاهم نجا ، ومن تخلّف عنهم هوى ، حطّة لمن دخلهم ، وحجّة على من تركهم .هم الفُلك الجارية في اللُّجج الغامرة ، يتصدّع عنهم الأنهار المتشعّبة ، وينفلق عنهم الأقاويل الكاذبة ، يفوز من ركبها ، ويغرق من جانبها .هم الحصن الحصين ، والنّور المبين ، وهدىً لقلوب المهتدين ، والبحار السائغة للشاربين ، وأمان لمن تبعهم أجمعين .إلى الله يدعون ، وبأمره يعملون ، وإلى آياته يرشدون ، فيهم ولد رسله ، وعليهم هبطت ملائكته ، وإليهم بُعث الروح الأمين ، فضلاً من ربّهم ورحمةً ، فضّلهم بذلك وخصّهم ، وضربهم مثلاً لخلقه ، وآتاهم ما لم يؤتِ أحداً من العالمين من الُيمن والبركة .فروع طيّبة ، وأصول مباركة ، معدن الرحمة ، وورثة الأنبياء ، وبقيّة النقباء ، وأوصياء الأوصياء .
[1] أولاهم على الأمر أي جعلهم والياً عليه .