583 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : . . . وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) لعليّ : « اتّق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون » ، ثمّ بكى ( صلّى الله عليه وسلّم ) . فقيل : ممّ بكاؤك يا رسول الله ؟ ! فقال : « أخبرني جبرئيل أنّهم يظلمونه ويمنعونه حقّه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده » [1] .
584 - عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : « من ناصب عليّاً الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله ، ومن شك في عليّ فهو كافر » [2] .
وحديث غصب الخلافة حديث ذو شجون مختلفة وأخبار مؤلمة وفيه شعب كثيرة للبحث والتبيين وهي ممّا ليس كتابنا هذا بصدد بيانها ، فليطالب من محالّه [3] .
ثم اعطف نظرك - أيها القارئ الكريم - إلى الرقمين الرابع والأربعين ، والرابع والسبعين ، تجد فيهما كيف غصب الذين بايعوا أمير المؤمنين عليّاً - صلوات الله عليه - يوم الغدير خلافته وإمامته ولم يقرّوا بها بعد النّبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومهّدوا الطريق لأن يجعلها مثلُ معاوية مُلكاً الذي عمّ شؤمه الاسلام .

[1] « المناقب » للخوارزمي 62 ح 31 الفصل الخامس ؛ « توضيح الدلائل » الورقة 245 - 246 القسم الثاني ، الباب السابع والعشرون .
[2] « مناقب علي بن أبي طالب » 46 ح 68 ؛ « مسند شمس الأخبار » 1 / 105 الباب السابع .
[3] للوقوف على أخباره راجع : « الغدير » 7 / 74 وما بعدها ؛ « معالم المدرستين » 1 / 549 وما بعدها ( الوقائع التاريخيّة لإقامة الخلافة في صدر الإسلام ) ؛ « السقيفة » للمظفّر ، وغيرها من الكتب التي أُلّفت حول مباحث الإمامة وغصب الخلافة .

430