مكذّبي ، فأوعدني لأُبلّغها أو ليعذّبني » . ثمّ أمر فنودي بالصلاة جامعة ، ثمّ خطب فقال : « أيّها النّاس ، أتعلمون أنّ الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم » ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله قال : « قم يا علي » ، فقمتُ ، فقال : « من كنت مولاه فعليّ هذا مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » . فقام سلمان فقال : يا رسول الله ، ولاءٌ كما ذا ؟ فقال : « ولاء كولايتي ، من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه » . فأنزل الله تعالى ذكره ( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ) [1] ، فكبّر النّبيّ ( صلّى الله عليه وسلّم ) وقال : « الله أكبر ، تمام نبوّتي وتمام دين الله ولايةُ عليّ بعدي » .
فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله ، هؤلاء الآيات خاصّه في علي ؟ قال : « بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة » . قالا : يا رسول الله ، بيّنهم لنا . قال : « علي أخي ووزيري ووارثي ووصيّي في أُمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، ثمّ ابني الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردوا عليّ الحوض » ؟
فقالوا كلّهم : اللّهمّ نعم ، قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء . وقال بعضهم : قد حفظنا جلّ ما قلت ولم نحفظه كلّه وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا . . . [2] الحديث .
434 - عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً ، وهو يوم غدير خم لمّا أخذ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) بيد عليّ بن أبي طالب وقال :

[1] المائدة : 3 .
[2] « فرائد السمطين » 1 / 314 الباب 58 ح 250 ؛ « ينابيع المودّة » 135 الباب الثامن والثلاثون ح 3 .

347