مَرْضاتِ اللهِ واللهُ رَؤُوفٌ بِالعبادِ ) [1] نزلت في علي - كرّم الله وجهه - كما روي أنّه لما كانت ليلة الهجرة التي اجتمعت الكفّار فيها بقتل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على بابه ، وأمر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً - كرّم الله وجهه - أن ينام في مضجعه ويغتشي ببرده الأخضر الحضرمي ، ففعل وذهب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الغار ، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل : « إنّي عقدت بينكما المؤاخاة وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيّكما يؤثر حياة أخيه على حياته » ؟ قالا : إنّا لا نؤثر في الحياة ويحبّ كلّ منّا حياة نفسه ، فأوحى الله إليهما : « لِمَ لم تكونا كعلي بن أبي طالب ؟ فإنّي آخيت بينه وبين محمّد فجعل نفسه فداه وآثر حياته على حياته ، فاهبطا إلى الأرض واحفظاه من شرّ الأعداء » . فنزلا إلى الأرض وجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، وكان جبرئيل يقول : بخ بخ يا علي بن أبي طالب ، من مثلك ؟ فإنّ الله عز وجلّ باهى بك ملائكته [2] .
192 - عن علي بن الحسين ، وابن عبّاس : إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب . وقال عليٌّ عند مبيته على فراش رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) :
« وقيتُ بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول الله خاف أن يمكروا به * فنجّاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمناً * موقّيً وفي حفظ الإله وفي ستر وبتُّ أراعيهم وما يثبتونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر » [3]

[1] البقرة : 207 .
[2] « معارج العلى » 90 - 91 المعراج الثامن .
[3] « فرائد السمطين » 1 / 330 الباب 60 ح 256 ؛ « المناقب » للخوارزمي 127 ح 141 الفصل الثاني عشر ؛ « شواهد التنزيل » 1 / 130 و 131 ح 141 و 142 ؛ « تذكرة الخواص » 41 الباب الثاني ( حديث ليلة الهجرة ) ؛ « الفصول المهمّة » 48 الفصل الأوّل ؛ « المناقب الثلاثة » 27 الباب الأوّل ( فصل في ذكر شيء من شجاعته ) ؛ « ينابيع المودّة » 105 الباب الحادي والعشرون ح 1 ؛ « سمط النجوم العوالي » 1 / 344 ( في ذكر هجرته إلى المدينة الشريفة ) ؛ « المستدرك على الصحيحين » 3 / 4 ( كتاب الهجرة ) ؛ « تنبيه الغافلين » 26 ؛ « توضيح الدلائل » الورقة 154 القسم الثاني ، الباب الثاني ؛ « مفتاح النجاء » الورقة 21 الباب الثالث ، الفصل الرابع ؛ « الصراط السويّ » الورقة 157 ؛ « إتحاف الورى بأخبار اُمّ القرى » 1 / 363 ( السنة الرابعة والخمسون من مولد النبي ) .

207