نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 43
لما استقام أمرهم . وكلامهم هذا يؤذن بوجوب رئيس له مزية على سائر رعيته ، والإمام يمتاز على سائر الأمة بعصمته ، فتكون الإمامة على وفق ما أصله الحكماء . فإن قيل : لو وجب نصب الإمام لكان ذلك مشروطا بانبساط يده أولا مع ذلك الشرط ، والقسمان باطلان ، أما الملازمة ظاهرة : فأما بطلان الأول فلأن الأزمان تنقضي مع أنه لا يرى إمام منبسط اليد متمكن من إمضاء الأحكام ، بل لا يعلم وجود مثله . وأما الثاني فباطل ، إذ لا فائدة في إمام هذا شأنه . فالجواب : لا يكون مشروطا . وقوله ( لا فائدة في إمام هذا شأنه ) ممنوع ، لأن فيه فوائد جمة أيسرها ( 1 ) قيام الحجة على المكلفين . وتحقيق هذا : إن لطف الإمامة ذو شعب ثلاث : منه ما يختص بالله تعالى كنصب الرئيس ، ومنه ما يختص بالإمام وهو قبول اللطف والقيام بأعباء ما حمل ، ومنه ما يختص بالمكلف وهو الانقياد لأوامر الإمام والمعاضدة له . فلو أخل الله سبحانه بنصبه لكان مخلا بما يجب عليه في الحكمة ، وذلك قبيح لا يفعله إلا جاهل بقبحه أو محتاج إليه ، ويتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . ولما انزاحت علة المكلفين فيجب أن ينصب الله تعالى ، بحيث إذا أخل المكلف بالقبول يكون فوات مصلحته بسوء اختياره ، كما كان فوات مصلحة الكافر بسوء اختياره . وكذا المصلحة المخلة بالشرعيات ، فلا وسط مخل بلطف المعرفة . وهذان مخلان بلطف الإمامة والشرعيات .
1 . في المخطوطة : أيرها .
43
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 43