نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 408
تنبيه : موصوفية علي عليه السلام بهذه المنازل : إما أن يكون وصفا عدميا أو ثبوتيا . الأول محال ، لأنه نقيض اللاموصوفية ، وهي وصف سلبي ، ونقيض السلب ثبوت ، فثبت موصوفيه بهذه المنازل الشريفة الجليلة ثبوتا يختص به دون غيره . وفي استخلاف الرسول صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام لما توجه إلى غزاة تبوك ثبوت إمامته وولايته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن حاله في الاستخلاف لم يتغير ولم يقع ثم عزل لا بقول من الرسول ولا بدليل غيره ، فوجب الاستمرار في الحكم والولاية والخلافة . فإن قيل : رجوع النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة يقتضي عزله ، وإن لم يقع العزل بالقول . فالجواب : الرجوع ليس بعزل عن الولاية ، لا في عادة ولا في عرف . وكيف يكون العود عزلا أو يقتضي العزل وقد يجتمع الخليفة والمستخلف في البلد الواحد ولا ينفي حضوره الخلافة له . وإنما يثبت في بعض الأحوال العزل بعود المستخلف بشرط أن يستخلفه في حال الغيبة فقط دون الحضور . والنبي صلى الله عليه وآله استخلفه من غير شرط ، باتفاق روايات الفريقين على نفي الشرط . فإن قيل : إن النبي عليه السلام استخلف معاذ بن جبل وابن أم مكتوم وغيرهما ، ولم يوجب لهم ذلك إمامة ، وكذا علي عليه السلام . فالجواب : إن الاجماع في الأمة حاصل أن هؤلاء لاحظ لهم بعد الرسول عليه السلام في إمامة ولا فرض طاعة ، وذلك دليل ظاهر على
408
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 408