نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 359
ألم تر كيف استدل عليه السلام على إحداث القرآن المجيد بأنه لو كان قديما لكان إلها ثانيا . وهذه الغاية القصوى التي لا يبلغها المتكلمون المدقون ، ويفخرون بعلمها ويدلون بالظفر بها . وكيف وصفه عليه السلام بأنه فعله وأنشأه ولم يصفه بأنه خلقه ، للفرق المعقول بين إطلاق الخلق على الكلام وإطلاق الإحداث والإنشاء عليه . وكيف فرق عليه السلام بين اللفظ والقول ، وبين الحفظ والتحفظ ، وبين الإرادة والضمير . وهل ذلك إلا من بحر علم عميق وركن فيه وثيق ؟ ! بيان كلمة : قال عليه السلام ( سبق الأوقات كونه والعدم وجوده ) كيف سبق العدم وجوده وما كان تعالى موجودا فيما لم يزل إلا والأشياء كلها معدومة ، فما سبق وجوده عدمها وإنها سبق وجوده وجودها ؟ فيقال عن ذلك : إن معنى هذا الكلام أن وجوده تعالى سبق عدم ذاته لا عدم غيره من الذوات . والفائدة في ذلك أن كل موجود سواه من المحدثات فعدمه سابق لوجوده ، ولهذه العلة كان محدثا ، والمحدث ما كان موجودا بعد عدم ، والقديم موجود لا من عدم . وأراد عليه السلام أن الوجود سبق إليه تعالى من غير عدم تقدمه ، وإن جميع الذوات بخلاف ذلك . وليس لأحد أن ينكر لفظة ( سبق ) في هذا الموضع ، فيقدر أنها تقتضي لحاق المسبوع على كل حال ، ويظن أن الوجود إذا سبق العدم إليه كان العدم منطوا فيه . وذلك أنه يقال : سبق إلى كذا دون كذا ، فيما يجوز عليه المسبوق وفيما لا يجوز عليه ، فليست هذه اللفظة خالصة على ما يجوز على بعض
359
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 359