نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 340
والأخبار مملوءة مشحونة من ذلك . ويدل على صحته أيضا أن ورود الأخبار بأن أمير المؤمنين عليه السلام احتج به يوم الدار ويوم الشورى وذكر قصة الطائر ، وناشدهم الله بها فاعترف الجميع بصحتها . ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام يحتج بباطل ، لا سيما وهو في مقام المنازعة والمشاجرة والتوصل بفضائله إلى أعلى الرتب من الخلافة للرسول عليه السلام ، وقد علم أن الحاضرين معه في الشورى يريدون الأمر دونه . وأيضا فإن الحق معه في ذلك الوقت وغيره ، فيجب أن يكون ما قالوا حقا . والدليل على أن الحق معه لا يفارقه ، ما تقدم من قول الفريقين في الفصل السادس . فإن قيل : إن قول الرسول عليه السلام ( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ) يريد أحب الخلق إلى الله في الكل معه خاصة دون أن يكون أحب الخلق إليه في نفسه لكثرة أعماله الصالحة في الزهادة والعبادة ، إذ قد يجوز وأن يكون الله سبحانه يحب أن [ يكون ] مع نبيه من غيره أفضل منه ، ويكون ذلك أحب إليه للمصلحة . فالجواب : إن محبة الله سبحانه وتعالى ليست مثل الطباع البشرية ، لأنه ليس بجسم ، والشهوة إنما تجوز على الأجسام ، ولكن محبة الله هي الإرادة ، فإذا وصف القديم سبحانه بأنه يحب من الناس أحدا فالمراد بذلك أنه يريد تعظيمه وتشريفه بقربه من طاعته وإنعامه تعالى عليه بزيادة درجاته ومنافعه ، ولو أراد حب الخلق إلى الله في الأكل معه خاصة . . . ( 1 )
1 . في المخطوطة بياض أكثر من صفحة واحدة ، من آخر الفصل السادس عشر وأول الفصل السابع عشر .
340
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 340