نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 330
وهو غاية المبالغة في اللطف بالمؤمنين . ومثله قول الشاعر ( 1 ) : ضعيف العصا بادي العروق ترى له * عليها إذا ما أحدث الدهر إصبغا أراد وصف راع بحسن السياسة بإبلة ، يريد بقوله ( إصبعا ) أي نعمة ، لأن الإصبع في لغة العرب النعمة والأثر الحسن . ولم يرد بقوله تعالى ههنا * ( أذلة ) * الحير الذي هو ضد الشجاعة ، لأن الآية نزلت للمدح لا للذم . وأما قوله تعالى * ( أعزة على الكافرين ) * إنما يكون بقتلهم وجهادهم الانتصاف منهم . وهذه حال من لم يسبق أمير المؤمنين إليها سابق ولا لحقة إليها لا حق ، بل ما قاربه فيها مقارب . وهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وآله : أكثر أهل الجنة البله ( 2 ) فإنه لم يرد بالبله ههنا ضد اليقظة ، وإنما أراد الذين يجتنبون الفواحش لا يواقعون منها شيئا أصلا ، فشبههم بالبله من حيث إنهم تركوا ذلك كأنهم بله عنه لم يعرفوه أصلا ، كما قال الشاعر ( 3 ) : ولقد لهوت بطفلة ميادة * بلهاء تطلعني على أسرارها أراد الشاعر أنها بلهاء عن الخيانة ، كأنها من إعراضها عن الخنا لا تعرفه أصلا . ولو وصفها بالبله الذي هو ضد اليقظة كان مبالغا في ذمها غير مادح لها .
1 . البيت للراعي ، أنظر لسان العرب ( صبع ) ، وفيه : إذا ما أجدب الناس . 2 . بحار الأنوار 5 / 128 . 3 . لسان العرب ( بله ) .
330
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 330