نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 221
وحمدوا الله ، فلما جلس قال أبو بكر للراهب : سل هذا ، فعنده ما تلتمس من العلوم ، وهو صاحبك وبغيتك . فأقبل الراهب بوجهه إلى علي عليه السلام ثم قال : يا فتى ما اسمك ؟ قال : اسمي عند اليهود ( آليا ) ، وعند النصارى ( إيليا ) ، وعند والدي علي ، وعند أمي حيدرة . فقال : ما محلك من نبيك ؟ قال : أخي وأنا صهره وابن عمه . قال الراهب : أنت صاحبي ورب عيسى ، أخبرني عن شئ ليس لله ولا من الله ولا من عند الله وعن شئ لا يعلمه الله . فقال له علي : [ على الخبير سقطت ] ، أما قولك ( ما ليس لله ) فإن الله تعالى ليس له صاحبة ولا ولد ، وأما قولك ( ولا من عند الله ) فليس عنده ظلم للعباد ، وأما قولك ( لا يعلمه الله ) فأن الله لا يعلم له شريكا في الملك . فقام الراهب فقطع زناره وأخذ برأسه وقبل ما بين عينيه ، وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك الخليفة وأمين هذه الأمة ومعدن الدين والحكمة ومنبع عين الحجة ، وقد قرأت اسمك في التوراة والإنجيل والقرآن كما ذكرت ، ووجدنا في الكتب السالفة حيدرة ، ووجدتك بعد النبي وصيا وللإمارة وليا ، وأنت أحق بهذا المجلس من غيرك ، فأخبرني ما شأنك معزولا عن مقامك ( 1 ) ؟ فأجابه علي عليه السلام بشئ . فقام الراهب وسلم المال إليه بأجمعه ، فما برح علي من مكانه حتى فرقه في مساكين أهل المدينة ومحاويجهم ، وانصرف الراهب إلى أهله
1 . في المصدر : فأخبرني ما شأنك وشأن القوم .
221
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 221