قبله ! فعلى مَ تُهَاجُ القلوب ؟ ! فسكت عمر ؟ ! فقال سعيد : ما وددت أن قتل أبي غير ابن عمي ! ومن صناديد قريش طعمية بن عدي ، لقيه علي عليه السلام فشجره بالرمح ، وكان مقنعاً بالحديد وقال له : والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبداً ! ولابد لنا من الوقوف مع الدكتور عند هذه الوقعة ( بدر ) وقفة تمحيص وبحث عن أبطالها ، ومالهم من الأعمال فيها مما حفظه التاريخ ، وعندها يسهل على طلاب الحقيقة ورجال الإنصاف الحكم بما يستحقه كل واحد من التبجيل والإطراء ، فإن أعمالهم فيها هي أساس الإمبراطورية الاسلامية وقاعدة الحضارة والمدينة العالية ، ولا حاجة بنا إلى بيان فضل ذلك المعلم الواقف على بناء ذلك الأساس بجمعه لأولئك العَمَلة ، وزرعه في نفوسهم حب التضحية والمغامرة في سبيل الحق ، وتعذيته بالايمان والعقيدة ، وتثقيفهم بما أوتيه من قوة . إنما نحتاج إلى بيان فضل أولئك العَمَلة لهذا الأساس ، فقد جهله الكثير ممن لا معرفة لهم بتاريخ الاسلام ، واختلط عليهم الأمر ، فلنذكر من قتل في هذه الوقعة من قريش والقاتلين لهم ، كما رواه الأئمة والحفظة ، وبهذا ينجلي الصبح لذي عينين : المقتول القاتل حنظلة بن أبي سفيان = علي بن أبي طالب . الحارث بن الحضرمي = عمار بن ياسر