تأمل قول رسول الله ( ص ) : تآخوا في الله أخوين أخوين ، ثم أخذه بيد علي من بينهم وقوله : هذا أخي . ما هذا الانتخاب ومن هذا المنتخب ؟ ! سبحانك اللهم واهب الفضل ، تختص بفضلك من تشاء . . عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه . . وانظر إلى ابن إسحاق ذلك المحدث الجليل كيف كنى عن تقريض علي ( ع ) بأنه لا نظير له من العباد بتقريض أخيه رسول الله ، وإلا فرسول الله ( ص ) في غنى عن مدح ابن إسحاق ، وإنما لم يصرح بمدح علي كما مدح حمزة وأبا بكر ، لمكان المنصور العباسي ذلك الفطن الجبار ، الذي أمره بتأليف السيرة وإهدائها له ! وروى ابن سعد في الطبقات أن النبي ( ص ) حين آخى بين أصحابه وضع يديه على منكب علي ثم قال : أنت أخي ترثني وأرثك ! وفي مسند الامام أحمد عن زيد بن أبي أوفى قال : ( آخى رسول الله بين أصحابه فقال علي : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ؟ فقال : والذي بعثني بالحق نبياً ما أخرتك إلا لنفسي ) ! وكل هذا من مصادر كتاب الدكتور ! والأخبار بذلك مستفيضة ، وكلها تدل على إكبار هذه المؤاخاة ، وأن علياً جلَّى بها في ميادين الفضل وبذَّ أصحاب رسول الله كافة ، وأعجزهم عن اللحاق به ، فإطالة البحث بها إضاعةٌ للوقت ومجلبةٌ للضجر . . وهل ذلك إلا كرد البراهين على أن الشمس أضوأ من الكواكب ؟ ! وقد أشبعنا المقام وأديناه