الأحكام في الحلال والحرام ، وهلم جراً . . إلى كثير من أنواع العلوم والفنون التي جاء بها صلى الله عليه وآله . ولما كانت الإفادة والاستفادة منها إنما تكون بنقل الحوادث والأخبار على ما هي عليه من غير تحريف ولا تغيير ولا تبديل ، ولا زيادة ولا نقصان ، اشتدت العناية بضبط ذلك كله ، خاصة أنه قد علم إن حبل السياسية قد اضطرب بعده ، وأن الناس قد مالت بهم الأغراض والأهواء فكُذب على رسول الله صلى الله عليه وآله في أيام حياته ، حتى قام على المنبر خطيباً فقال : كثرت عليَّ الكذَّابة ، فمن كذب على معتمداً فليتبوأ مقعده من النار ! لذلك أصبح والحال هذه لا يؤمن على أحد الخطأ في النقل والتغيير والتبديل ، في الروايات والسير والأحاديث . ولذلك قام رجال مقام الرقباء على من يكتبون ويؤلفون ، فتراهم يمحصون في مؤلفاتهم ويبحثون في مقالاتهم ، ولم يكن قصدهم إبداء معايب المؤلفين ، والكشف عن عوراتهم معاذ الله ، بل كان قصدهم المحافظة على الحقائق أن تغير وتبدل ، والفضل أن يخفى ويستر . وكان من جملة من وقف هذا الموقف الامام العلامة السيد عبد الحسين نور الدين العاملي رحمه الله ، فلقد وقف من كتاب الدكتور محمد حسين هيكل ( حياة محمد ) هذا الموقف ، وترك لنا من بعده فصولاً حول هذا الكتاب ، وصلت اليَّ مسودات ، فقمت أخرج منها في كتابي الإسلام شيئاً يسيراً تحت عنوان ( حقائق تاريخية ) فعمدت إلى