نام کتاب : نظرات في الكتب الخالدة نویسنده : حامد حفني داود جلد : 1 صفحه : 178
الأمر الذي أوضحناه في مقدمتنا لكتاب : ( عقائد الإمامية ) للعلامة محمد رضا المظفر ، وفيه أشرنا إلى أن المعتزلة هم تلاميذ الشيعة بخلاف ما وهم فيه دارسو الفلسفة في الجامعات ، ذلك لأن واصل بن عطاء رأس المعتزلة كان تلميذا لا بي هاشم ، وأبو هاشم كان تلميذا لوالده محمد بن الحنيفة وابن الحنيفة كان تلميذا لوالده الإمام علي ( رضي الله عنه ) وبعد هذا الدليل القاطع يشك أحمد أمين ويتبع ( هوى هوار ) وصلاح الصفدي دون تمحيص ومتابعة ودراسة للقرائن التاريخية . أما قول أحمد أمين بأن السجع في ( نهج البلاغة ) ينفي النسبة إلى الإمام على لأن السجع لم يكن موجودا في عصره ، فهو قول يملأ النفس شعورا بالخجل حينما يصدر من أستاذ جامعي . وكأن أحمد أمين لا يفرق بين السجع المطبوع الذي عرف منذ العصر الجاهلي في أساليب العربية وجاء في القرآن وبعض الأحاديث ، والسجع المصنوع الذي ظهر في أساليب كتاب ديوان ( المقتدر ) ثم صار صناعة لها قدها في القرن الرابع على يد أبي الفضل بن العميد . فسجع الإمام علي في ( نهج البلاغة ) إنما هو من النوع المطبوع ولو لم يكن السجع المطبوع موجودا في الجاهلية وصدر الإسلام لما قال جدنا صلوات الله عليه للصحابي الشاعر عبد الله بن رواحه ( إياك والسجع يا ابن رواحه ) والنهي عن الشئ دليل على وجوده وكم لأحمد أمين من أخطاء أخجلتنا أمام رجال المذاهب الإسلامية باعتبارنا من تلاميذه ( 1 )
1 - ومن طلب المزيد من الشرح والبسط فعليه بقراءة كتابنا : ( مع طه حسين )
178
نام کتاب : نظرات في الكتب الخالدة نویسنده : حامد حفني داود جلد : 1 صفحه : 178