قريش يظنونه عليه السلام فلما أصبح الصباح خرج عليهم علي وذلك ليطمئن بال كفار قريش حتى لا يتبعوه عليه السلام والقصة شهيرة وفيها نزل قوله تعالى ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ) الآية حتى قال الإمام أبو عثمان عمرو بن بحر المشهور بالجاحظ في كتابه العجيب التاج في أخلاق الملوك يجب على ملوكنا حفظ مقامهم وصيانته عن كل عني تطرف وأذن تسمع ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وهو من الله بمكانه المخصوص من كلاءته إياه وحراسة الروح الأمين له لقد كان يحق عليهم أن يقتدوا به ويمتثلوا فعله وقد كان المشركون هموا بقتله فأخبره جبريل بذلك فدعا علي بن أبي طالب فأنامه على فراشه ونام هو صلى الله عليه وسلم بمكان آخر فلما جاء المشركون إلى فراشه فنهض منه علي انصرفوا عنه ففي هذا أكبر الأدلة وأوضح الحجة على ما ذكرنا إذ كانت أنفس الملوك هي الأنفس الخطيرة الرفيعة التي تزن كل من أظلت الخضراء وأقلت الغبراء وكانت الأعاجم تقول لا ينبغي للملك أن يطلع على موضع منامه إلا الوالدان فقط أما من دونهما فالوحشة منه وترك الثقة به أبلغ في باب الحزم وأوكد في سياسة الملك وأوجب في الشريعة وأوقع في الهوينا ه منه ( باب فيمن كان على مواقف الجيش ميمنة وميسرة وقلبا وفي المقدمة ) قال ابن إسحاق في السير وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين في يوم الفتح وفي الاستيعاب في ذكر خالد بن الوليد أنه كان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم وكان