تعالى فإن ذلك يدوم إلى الموت إذ الحماقة لا ينتظر علاجها وقال ابن فرحون في التبصرة قد عزر النبي صلى الله عليه وسلم بالهجر وذلك في حق الثلاث الذين خلفوا وأمر عمر بن الخطاب بهجر صبيغ الذي كان يسأل عن مشكلات القرآن فكان لا يكلمه أحد ه ولما ذكر أبو داوود حديث تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئي لا يشرك بالله شيئا إلا أمرء كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا قال وإذا كانت الهجرة لله فليس شيء من هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هجر بعض نسائه أربعين صباحا وهجر ابن عمر ابنا له حتى مات ه وقال النووي وردت الأحاديث بهجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنة ه وقال الزرقاني على الموطأ وأصله للسيوطي وما زالت الصحابة والتابعون ومن بعدهم يهجرون من خالف السنة أو من دخل عليهم من كلامه مفسدة ه وفي الحطاب عن التادلي أنه قال ويجب أن لا يواصل من لم ترج مودته وائتلافه وإن طلبك في المواصلة لأن فائدة المواصلة إنما هو تطيب القلوب وأما من يظهر الود ويكتم البغض فيجب هجرانه ه وفي الغاز ابن فرحون عن أبي بكر الوراق في جامع مختصره الكبير أن الرجل إذا علم من إنسان أنه يستثقل سلامه فإنه يجوز له ترك السلام عليه ولا يدخل ذلك في الهجرة المنهي عنها ه انظر كتاب الجامع من درة الغواص ( قلت ) عندي في مجموعة رسالة للحافظ السيوطي سماها الزجر في الهجر نحو كراسة ملاها نقلا وإسنادا فيما يرجع للتهاجر في الله وفي هجر أهل البدع في الأعمال أو الأقوال أو الاعتقاد من الصحابة