في الزمن الأول سفرا وحضرا وتخطيطا وفي سيرة عمر أيضا أنه لما جاء الشام سنة 17 رتب الشواتي والصوائف أي الجنود التي تغزو في الصيف والجنود التي تغزو في الشتاء وسد فروج الشام ومساكنها وهي النقط العسكرية وخطوط الدفاع وفي فتوح البلدان أن معاوية كتب إلى عمر بعد موت أخيه يزيد يصف له سوء حال الشام فكتب إليه في حرمة حصونها وترتيب المقاتلة فيها وإقامة الحرس على مناظيرها واتخاذ المواقيد لها والمناظير قباب مبنية على رؤوس الجبال العالية بين كل بلد وآخر بحيث يتقارب بعضها ويشرف بعضها على بعض ويقام فيها حراس يوقدون النيران عندما يرون إقبال العدو من جهتهم فيوقد حراس المناظير الذين يلونهم كذلك وهكذا حتى يصل الخبر إلى المدينة أو الثغر أو المسلحة في زمن قليل فيسرعون لإمداد الجهة التي أقبل منها العدو وهذا كذلك يدل على نفاق أسواق الهندسة في البناءات الحربية والمراكز العسكرية وفي فتوح البلدان أيضا أن عمر كان يشترط على أهل الذمة إصلاح الجسور والطرق وفي باب المفعول فيه من حاشية ابن غازي على الألفية لطيفة ذكر أبو حيان عن السهيلي عن قاسم بن ثابت قال سمي الميل ميلا لأنهم كانوا ينصبون على الطرق أميالا كانوا يعرفون بها الخطى التي مشوها فيجعلون على رأس كل ثلاثة آلاف ذراع بناء كهيئة الميل يكتبون فيه العدد الذي مشوه وقال هشام لأعرابي كان يسير معه انظر في الميل كم مشينا وكان الأعرابي أميا لا يقرأ فنظر ثم جاء فقال فيه مخطف وحلقة وثلاثة كأطياء الكلبة وهامة كهامة القطا فضحك هشام وعلم أن في الميل