الحنفي حين تكلم على ما كان يعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لرؤساء قريش وصناديدهم مثل أبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية والأقرع بن محابس التميمي وأمثالهم وذكر أن أبا بكر وعمر ما أعطيا المؤلفة قلوبهم شيئا قال فإنه روى أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاؤوا إلى أبي بكر واستبدلوا الخط منه لسهامهم فبدل لهم الخط ثم جاؤوا إلى عمر وأخبروه بذلك فأخذ الخط من يدهم ومزقه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطيكم ليؤلفكم على الإسلام فأما اليوم فقد أعز الله دينه فانصرفوا إلى أبي بكر فأخبروه بما صنع عمر وقالوا أنت الخليفة أم هو فقال إن شاء الله هو فلم ينكر أبو بكر قوله وفعله وبلغ الصحابة فلم ينكروا ه انظر ص 45 من الجزء الثاني وهذا يدل على أن الناس في زمنه صلى الله عليه وسلم كانوا يأخذون العطاء بالضبط والتقييد فيدل ذلك على وقوع التدوين وجعل قوائم للمعلون وهذا هو الديوان بعينه فتأمل ذلك وفي صبح الأعشى ص 11 من ج 1 بعد أن نقل عن القضاعي أن الزبير بن العوام وجهم بن الصلت كانا يكتبان له صلى الله عليه وسلم أموال الصدقات وأن حذيفة ابن اليمان كان يكتب له خرص النخل ما نصه فإن صح ذلك فتكون هذه الدواوين قد وضعت في زمانه عليه السلام ه وانظر الفصل الأول من باب كتاب الجيش وما نقل فيه عن الحافظ في الفتح مما يولون جميعه بخلاف ما للمتأخرين في هذه الترجمة وفي الأحكام لابن العربي وأما ولاية الديوان فهي الكتابة وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب وللخلفاء بعد وهي ضبط الجيوش لمعرفة أرزاقهم والأموال لتحصيل فوائدها