المضادة ، ومدى اهتمام الوحي برصدها مناقشة أفكارها [79] . خامسا : إن الهدف الذي كان يسعى المربي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) لتحقيقه على المستوى العام ، وفي تلك المرحلة هو إيجاد القاعدة الشعبية الصالحة ، التي يمكن لزعامة الرسالة الجديدة - في حياته أو بعد وفاته - أن تتفاعل معها ، وتواصل عن طريقها التجربة ، ولم يكن الهدف المرحلي وقتئذ ، تصعيد الأمة إلى مستوى هذه الزعامة نفسها ، بما تتطلبه من فهم كامل للرسالة ، وتفقه شامل على أحكامها ، والتحام مطلق مع مفاهيمها . وتجديد الهدف في تلك المرحلة ، بالدرجة التي ذكرناها كان أمرا منطقيا تفرضه طبيعة العمل التغييري ، إذ ليس من المعقول أن يرسم الهدف إلا وفقا لممكنات عملية ، ولا إمكان عملي في حالة كالحالة التي واجهها الاسلام إلا ضمن الحدود التي ذكرناها ، لان الفاصل المعنوي والروحي والفكري والاجتماعي بين الرسالة الجديدة وبين الواقع الفاسد القائم ، وقتئذ ، كان لا يمسح بالارتفاع بالناس إلى مستوى زعامة هذه الرسالة مباشرة . وهذا ما سنشرحه في النقطة التالية [80] ونبرهن عن طريقه على أن استمرار الوصاية على التجربة الانقلابية الجديدة ، متمثلة في إمامة
[79] لا حظ سورة ( المنافقون ) في القرآن الكريم . ولا حظ حركة وتحركات اليهود والأدوار التي لعبوها في التاريخ الاسلامي ، راجع : إسرائيليات في القرآن / محمد جواد مغنية - طبعة بيروت . [80] أي في الفصل القادم " الطريق الثالث " .