عملية الاعداد الفكري والتربوي في آخر ما نزل منه في آية التبليغ ثم في أية إكمال الدين بعد حديث الغدير المشهور ، وعنده لم يعد هناك عذر لمعتذر . وقصة الغدير - كما تناقلها الرواة مع بعض الاختلاف - هي كما يأتي : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ، نزل عليه الوحي مشددا ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) [66] قحط الركب عند غدير خم ، وجمع الناس في منتصف النهار ، والحر شديد ، وخطب فيهم قائلا ، كأني قد دعيت فأجبت وإني تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الاخر ، كتاب الله وعترتي - وفي رواية مسلم [67] وأهل بيتي - فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . . . ثم قال : إن الله مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا وليه - فهذا مولاه [68] - اللهم وال محمد والاه وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره [69] . . . وأدر
[66] المائدة / 67 ، قال الواحدي في أسباب النزول / ص 135 ، نزلت في غدير خم . [67] صحيح مسلم / ج 4 / ص 1874 . [68] التاج الجامع للأصول / ج 3 / ص 333 . رواية عن زيد بن أرقم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهي في صحيح الترمذي أيضا / ج 5 / ص 591 . [69] مسند الإمام أحمد بن حنبل / ج 4 / ص 281 ، 368 دار صادر وراجع تفسير ابن كثير / ج 1 ص 22 . وراجع سنن ابن ماجة / المقدمة / ج 1 / باب 11 وراجع تحقيقات وافية شافية في أسانيد الحديث الغدير / العلامة الأميني . وراجع البداية والنهاية / لابن كثير أيضا بعدد طرق / ج 7 / ص 360 / 361 .