كما أنه لم يكن ليتوهم « عليه السلام » : أن محو وصف الرسالة من الوثيقة معناه محوه « صلى الله عليه وآله » من الرسالة حقيقة وواقعاً . ولأجل ذلك . ولأجل أن أعداء علي « عليه السلام » لم يجدوا أي مجال لتوجيه أي نقد أو لوم له في قصة الحديبية ، ولأجل سائر الدلائل والشواهد ، فإننا لا نجد حرجاً في الأخذ بالرواية التي تذكر : أنه « عليه السلام » قد امتثل أمر النبي بمحو اسمه الشريف . ورفض هذه الفقرة من هذه الرواية . واعتبارها من اختراعات رواة السوء . وإذا أردنا أن نُصرّ على قبول هذه الفقرة برغم ذلك كله فلا بد أن نقول : إن أمر النبي « صلى الله عليه وآله » له بالمحو لم يكن على سبيل الإلزام والإيجاب ، بل أريد منه إباحة ذلك له إن شاء فعل ، وإن شاء لم يفعل ، ثم بادر « صلى الله عليه وآله » لرفع الحرج الذي نشأ عن المشادّة الكلامية بين علي وبين عدوه ، فطلب « صلى الله عليه وآله » منه أن يضع يده عليها