المعجم . ( 1 ) وما رواه القاضي النعمان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ عليّاً صلوات اللّه عليه قال : أوّل من كاتب لقمان الحكيم ، وكان عبداً حبشيّاً . ( 2 ) ولمّا كانت الكتابة مناط الفهم ، ورباط العلم ، وأحسن صراط للعصمة من المهمّ ، قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : العلم صيد والكتابة قيد ، قيّدوا رحمكم اللّه علومكم بالكتابة ( 3 ) ، وعن عاصم بن حميد قال : سمعت أبا بصير يقول : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : اكتبوا ، فإنّكم لا تحتفظون إلاّ بالكتاب ( 4 ) ، وقال ( عليه السلام ) للمفضل بن عمر : اكتب ، وبثّ علمك في إخوانك ، فإن متّ فورث كتبك بنيك ، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه إلاّ بكتبهم . ( 5 ) وكذا روى الشيخ الطوسي بإسناده عن إبراهيم بن عبد الحميد ، قال : حججت وسكّين النخعي . . . ، فلمّا قدم المدينة دنا من أبي إسحاق ( عليه السلام ) فصلّى إلى جانبه ، فقال : جعلت فداك ! إنّي أريد أن أسألك عن مسائل ، قال ( عليه السلام ) : اذهب فاكتبها ، وأرسل بها إليّ . . . ( 6 ) والأحاديث في هذا الباب متظافرة عن أنبياء السلف ، ونبيّنا المكرّم ، وأئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) فيما يتعلّق بشؤونهم ، ولا سيّما كانوا يكتبون ويكاتبون ، أو يُملئون ( عليهم السلام ) القصص والأخبار والأحكام والمواعظ وسائر الأحاديث على الكتّاب ، من أصحابهم وغيرهم ، وأمرهم ( عليهم السلام ) بكتابتها ( 7 ) ، وكما صدرت عنهم ( عليهم السلام ) مكاتبات في جواب أسئلة الناس ، في مضامين الأحاديث الشريفة الآتية .

1 - عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 129 ح 26 . 2 - دعائم الإسلام : 2 / 309 ح 1165 ، عنه مستدرك الوسائل : 16 / 26 ح 19015 ، والجعفريّات : 240 ( الطبع الحجري - باب البرّ وسخاء النفس ) ذيل ديث طويل ، عنه مستدرك الوسائل : 8 / 302 ح 9501 . 3 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : 1 / 60 . 4 - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ( المطبوع ضمن الأصول الستّة عشر ) : 28 ، بحار الأنوار : 2 / 153 ح 46 . 5 - بحار الأنوار : 2 / 150 ح 27 ، مستدرك الوسائل : 17 / 292 ح 21381 . 6 - اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) : 371 ح 691 . 7 - انظر ما رواه أبو بصير عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) يقول : اكتبوا ، فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا . الكافي : 1 / 42 ح 9 ، وسائل الشيعة : 27 / 81 ح 33261 ، وما أورده أحمد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قلنا : يا رسول اللّه ! إنّا نسمع منك أحاديث لا نحفظها ، أفلا نكتبها ؟ قال : بلى ، فاكتبوها ، مسند أحمد : 2 / 215 . ولا يخفى عليك أنّ كتابة الحديث قد وقع فيه اختلاف من جهتين : النفي والإثبات . ومن حيث أنّه لا مجال هنا للبحث عنه ، أتركه إلى الكتب المدوّنة في الموضوع .

6