براءة ممّا يتوجّه عليّ منه ، وودّعته ، وانصرفت عنه . فقلت : لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلاّ بأن أحجّ في قابل ، وأدعو له ، وألقى الصابر ( عليه السلام ) ، وأعرّفه فعله ، ففعلت ولقيت مولاي الصابر ( عليه السلام ) ، وجعلت أحدّثه ووجهه يتهلّل فرحاً ، فقلت : يا مولاي ! هل سرّك ذلك ؟ فقال : إي ، واللّه ! لقد سرّني وسرّ أمير المؤمنين ، واللّه ! لقد سرّ جدّي رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولقد سرّ اللّه تعالى . ( 1 ) ( 5 ) - إلى رجل من أصحاب عيسى بن سليمان البغدادي في علمه ( عليه السلام ) بالغائب ومدح يونس ونصّه على إمامة ابنه عليّ ( عليهما السلام ) : 136 / ] 11 [ - الشيخ الطوسي : وجدت بخطّ جبريل بن أحمد في كتابه ، حدّثني أبو سعيد الآدمي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن الربيع الأقرع ، عن محمّد بن الحسن البصري ، عن عثمان بن رشيد البصري ، قال أحمد بن محمّد الأقرع : ثمّ لقيت محمّد بن الحسن ، فحدّثني بهذا الحديث ، قال : كنّا في مجلس عيسى بن سليمان ببغداد ، فجاء رجل إلى عيسى ، فقال : أردت أن أكتب إلى أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) في مسألة ، أسأله عنها : جعلت فداك ! عندنا قوم يقولون بمقالة يونس ، فأعطيهم من الزكاة شيئاً ؟ قال : فكتب ( عليه السلام ) إليّ : نعم ، أعطهم ، فإنّ يونس أوّل من يجيب عليّاً إذا دعا . قال : كنّا جلوساً بعد ذلك فدخل علينا رجل ، فقال : قد مات أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) ، وكان يونس في المجلس ، فقال يونس : يا معشر أهل المجلس ! إنّه ليس بيني وبين اللّه إمام إلاّ
1 - بحار الأنوار : 48 / 174 ح 16 ، و 74 / 313 ضمن ح 69 ، عدّة الداعي : 193 بتفاوت يسير ، وفيه " الصادق ( عليه السلام ) " بدل " الصابر ( عليه السلام ) " ، ونحوه أعلام الدين : 289 ، مستدرك الوسائل : 12 / 397 ح 14405 قطعة منه ، و 13 / 132 ح 14997 .