رسول الله ، أنا ابن البشير النّذير ، أنا ابن المصطفى بالرّسالة ، أنّا ابن من صلّت عليه الملائكة ، أنا ابن من شرّفت به الأمّة ، أنا ابن من كان جبرئيل السّفير من الله إليه ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين [ صلّى الله عليه وآله أجمعين ] . فلم يقدر معاوية أن يكتم عداوته وحسده ، فقال : يا حسن عليك بالرّطب فانعته لنا . قال : نعم يا معاوية ! الرّيح تلقّحه والشّمس تنفخه والقمر يلوّنه والحرّ ينضجه واللّيل يبرّده ، ثمّ أقبل على منطقه فقال : أنا ابن المستجاب الدّعوة ، أنا ابن من كان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن الشفيع المطاع ، أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن من خضعت له قريش رغماً ، أنا ابن من سعد تابعه وشقى خاذله ، أنا ابن من جعلت الأرض له طهوراً ومسجداً ، أنا ابن من كانت أخبار السّماء إليه تترى ، أنا ابن من أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً . فقال معاوية : أظن نفسك يا حسن تنازعك إلى الخلافة ؟ فقال : ويلك يا معاوية إنّما الخليفة من سار بسيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعمل بطاعة الله ، ولعمري إنّا لأعلام الهدى ومنار التّقى ولكنّك يا معاوية ممن أبار السّنن وأحيا البدع واتّخذ عباد الله خولاً ودين الله لعباً فكان قد أخمل ما أنت فيه ، فعشت يسيراً وبقيت عليك تبعاته . يا معاوية : والله لقد خلق الله مدينتين إحديهما بالمشرق والأخرى بالمغرب أسماهما جابلقاً وجابلساً ، ما بعث الله إليهما أحداً غير جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال معاوية : يا أبا محمّد أخبرنا عن ليلة القدر . قال : نعم عن مثل هذا فسأل ، إنّ الله خلق السّماوات سبعاً والأرضين سبعاً والجنّ من سبع والإنس من سبع فتطلب من ليلة ثلاث وعشرين إلى ليلة سبع وعشرين . ثمّ