يا هذا ! إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يخرج من الدّنيا حتّى رفع له ملك بني أميّة ، فنظر إليهم يصعدون منبره واحداً بعد واحد ، فشقّ ذلك عليه ، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا فقال : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر ) ( 1 ) يقول : إنّ ليلة القدر خير من ألف شهر من سلطان بني أميّة . قال : فالتفت الحسين إلى أخيه الحسن فقال : والله لو اجتمع الخلق طرّاً على أن لا يكون الّذي كان إذاً ما استطاعوا ، ولقد كنت كارهاً لهذا الأمر ولكنّي لم أحبّ أن أغضبك ، إذ كنت أخي وشقيقي . . . ، قال : فقال المسيّب : أما والله يا بن رسول الله ! ما يعظم علينا هذا الأمر الّذي صار إلى معاوية ، ولكنّا نخاف عليكم أن تضاموا بعد هذا اليوم ، وأمّا نحن فإنّهم يحتاجون إلينا وسيطلبون المودّة منّا كلّما قدروا عليه . فقال له الحسن [ ( عليه السلام ) ] : لا عليك يا مسيّب ! فإنّه من أحبّ قوماً كان معهم . ثمّ رحل معاوية وأصحابه إلى الشّام ورحل الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) ومن معه إلى المدينة وهو عليل ( 2 ) . [ 132 ] - 52 - قال الطّوسيّ : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد الله العرزميّ ، عن أبيه ، عن عثمان أبي اليقظان ، عن أبي عمر زاذان ، قال : لمّا وادع الحسن بن علىّ ( عليهما السلام ) معاوية ، صعد معاوية المنبر ، وجمع النّاس فخطبهم ، وقال : إنّ الحسن بن عليّ رآني للخلافة أهلاً ولم ير نفسه لها أهلاً ، وكان الحسن ( عليه السلام ) أسفل منه بمرقاة ، فلمّا فرغ من كلامه ، قام الحسن ( عليه السلام ) فحمد الله تعالى بما هو أهله ، ثمّ ذكر