التناقضات فيما روي في ذلك أصبحت مثار جدل وخلاف . وحيث أنّها من الأحداث الّتي شاهدها حبر الأمة عبد الله بن عباس وعاشها بجميع تداعيتها ومداخلاتها ، حتى كان يعرض عليه بعض الرواة ما سمعه من عائشة ، كما مرّ قريباً شاهد ذلك ، فلا مناص من الإلمام بشيء عنها . ماذا عن صلاة أبي بكر ؟ تكاد تكون المسألة من المتسالم عليها أنّ أبا بكر صلّى بالمسلمين في مرض النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) . ولكن الخلاف نشأ في متداعياتها ، وبدا التناقض في مرويات من رواها فأثار ذلك كثيراً من الشكوك والتساؤلات ، وإليك بعضاً منها : 1 - هل صحيح أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أمر أحداً بعينه - سواء أبا بكر أو غيره - ليؤم المسلمين في صلاتهم في مرضه ؟ والجواب نقرؤه في رواية عبد الله بن زمعة بن الأسود يقول : « عدتُ رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في مرضه الّذي توفّي فيه ، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم : ( مرّ الناس فليصلوا ) . قال عبد الله : فخرجت فلقيت ناساً لا أُكلمهم ، فلمّا لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ مَن وراءه وكان أبو بكر غائباً ، فقلت له : صل بالناس يا عمر ، فقام عمر في المقام ، وكان عمر رجلاً مُجهراً ، فلمّا كبّر سمع رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم صوته ، فأخرج رأسه حتى أطلعه الناس من حجرته فقال : لا لا لا ، ليصل بهم ابن أبي قحافة ، قال : يقول ذلك رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم مغضباً ،