19 - وقرأنا كيف اشتدت الأزمة ذلك اليوم حتى تدخل العنصر النسوي في النزاع ، وقرأنا من كان يمثل ذلك العنصر من نساء النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، لأنهنّ كن حزبين . 20 - وقرأنا انّ عمر ممّن كان يقول بالرجعة ، ولا غضاضة في ذلك ، ولكن لتنبيه العمريين الّذين يشهّرون بالقائلين بها من بقية فرق المسلمين . 21 - وقرأنا صوراً من مسخ الحديث ، ممّا دلنا على تظافر الجهود المتوالية في القرون المتتالية لطمس معالمه . 22 - وأخيراً قرأنا الحديث في الشعر العربي في نموذج منه . كلّ ذلك قرأناه ، وأحسب أنّ هناك جوانب لم نشبع البحث فيها ، فعسى أن يتهيأ لها من يشبعها بحثاً وتدقيقاً ، كما أحسب أنّ هناك جوانب لم نبحثها ، فعسى أن يذكرها من يلتفت إليها . وبعد كلّ تلك القراءات الفاحصة المتأنية ، تبين لنا : أنّ ابن عباس ( رضي الله عنه ) كان على حقّ لو أبدى أسفه وتلهفه حين قال : « يوم الخميس وما يوم الخميس » . وأنّه كان على حقّ لو بكى وجرى دمعه مثل نظام اللؤلؤ على خديه . وأنّه كان على حقّ لو بكى حتى يبل دمعه الحصباء . وأنّه كان على حقّ لو قال : « الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وبين أن يكتب لنا ذلك الكتاب » . لقد كان على حقّ في جميع ذلك . وإنّا على حقّ كذلك إن طالت بنا مسيرتنا مع ذلك الحديث ، فهو حديث الرزية ، ولولاها لما حدثت في المسلمين بلية ، إنّها لرزية ما مثلها رزية ، لن تمحى